أمر الله نبية نوح ان يبنى سفينه بعد ان كذبة قومة و لم يستجيبوا لدعوته، لنتعرف اكثر فهذا الموضوع عن تلك السفينة:
صنع سفينه نوح
لما بعث نوح -علية السلام- كان قومة عاكفين علي عباده الأصنام، كما طغوا فارض الله و أفسدوا بها و تمردوا و استكبروا، و مع كل هذا استمر نوح -علية السلام- يدعوهم الي عباده الله، و ترك ما كان يعبد اباؤهم من دون الله، حتي قضي فيهم تسعمئه و خمسين سنة، الا انهم مع كل هذا لم يستجيبوا له و لم يؤمنوا به، و لم يستمعوا لنصحة لهم بأنهم ان استمروا علي الكفر
فسيأتيهم من الله عذاب اليم، فزادوا فطغيانهم و استكبارهم، كما اتهموة بالكذب، و قالوا: ان من يتبعة هم فقراء القوم و ضعفاؤهم، الذين لا يؤبة بحديثهم و لا يوجد لهم فكر، و أنكر شرفاؤهم نبوته، و آذوة و كذبوه.
ورغم كل هذا لم يبال نوح -علية السلام- بكلامهم و تهديدهم له، بل استمر فدعوتة لهم حتي استيأس منهم؛ بسبب ازدياد طغيانهم و استكبارهم، فلجا الي ربه، فدعاة ان يهلكهم؛ لطغيانهم و عتوهم و عدم استجابتهم لدعوته، فاستجاب الله -تعالى- لدعاء
نبيه، و جاء الأمر لنوح -علية السلام- بأن يصنع السفينة، اي ان سيدنا نوحا -علية السلام- لم يباشر بصنع السفيه الا بعد ان امرة الله -سبحانة و تعالى- بذلك، بعد ان يئس من ايمان باقى قومه؛ حيث جاء امر بناء السفينه من الله سبحانة و تعالى، حيث قال:
(وأوحي الي نوح انه لن يؤمن من قومك الا من ربما امن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون*واصنع الفلك بأعيننا و وحينا و لا تخاطبنى في الذين ظلموا انهم مغرقون).
حمل سفينه نوح و مجراها
عندما جاء و عد الله الي قوم نوح و ظهرت بوادر العذاب بتفجر الينابيع، و انفراج السماء بالمطر الغزير، اسرع سيدنا نوح -علية السلام- بفتح السفينة؛ ليدخل بها من امن برسالته، كما حمل بها من كل حيوان زوجين اثنين؛ ذكرا و أنثى؛ ليستمر و جود كل المخلوقات علي الأرض.
وبعد ان حملت السفينه من امن من قوم نوح و غيرهم من هوام الأرض و دوابها، ارتفعت المياة فمناحى الأرض من شتي الجهات، و اشتد المطر حتي التقت مياة الأمطار بمياة ينابيع الأرض، و ارتفع الموج و ازدادت شدته، فعم اليابسه من شدته، فغرقت
الأرض، و لم يبق من الأحياء الا من ركب السفينه مع نوح علية السلام، و فذلك الوقت جرت سفينه نوح و سط الأمواج، و ربما استمر الطوفان زمنا لا يعرف مقداره، حتي جاء امر الله بأن تكف الأمطار عن الانهمار، و أن تبتلع الأرض ما اخرجتة من مياه، و أن ترسو السفينه و تستقر علي جبل الجودي.
وكان من بين الكافرين الذين لم يؤمنوا برساله نوح -علية السلام- زوجتة و ابنه، حيث قال تعالى: (ضرب اللـه مثلا للذين كفروا امرأت نوح و امرأت لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من اللـه شيئا و قيل ادخلا النار مع الداخلين).
وقال تعالى: (ونادي نوح ابنه و كان فمعزل يا بني اركب معنا و لا تكن مع الكافرين*قال سآوى الي جبل يعصمنى من الماء قال لا عاصم اليوم من امر الله الا من رحم و حال بينهما الموج فكان من المغرقين).
مكان استقرار سفينه نوح
ذكر القرآن الكريم اسم الجبل الذي استقرت علية سفينه نوح علية السلام؛ اذ اشار الي ان اسم هذا الجبل و هو جبل الجودي، الا انة لم يرد ذكر مكان ذلك الجبل، قال تعالى: (وقيل يا ارض ابلعى ماءك و يا سماء اقلعى و غيض الماء و قضي الأمر و استوت علي الجودي و قيل بعدا للقوم الظالمين).
وفى مكان و جود جبل الجودي اختلاف بين اهل العلم، و بيان ذلك الاختلاف علي النحو الآتي:[٣] الروايه الأولى: تري ان جبل الجودي يقع فمدينه الموصل، و ربما نقل ذلك الرأى عن عبدالله بن عباس رضى الله عنه، و هو ايضا رأى الضحاك احد علماء التفسير.
الروايه الثانية: تقول ان جبل الجودى يقع فالجزيرة، و بذلك قال مجاهد و قتادة، و يري مقاتل ان جبل الجودي يقع فالجزيره فموضع قريب من مدينه الموصل، فجمع بين الروايتين الأولي و الثانية.
الروايه الثالثة: ربما ذهبت الي القول بأن جبل الجودى يقع بناحيه امد؛ و هى ديار بكر؛ و هو رأى الزجاج، و قيل انها فامد، و قيل انة يقع فمنطقه جنوب ارمينية، و قيل ان جبل الجودى يطل علي جزيره ابن عمر، التي تقع الي الجانب الشرقى من نهر دجله فالعراق.
وجميع تلك الأسماء انما هى مجرد اسماء للمكان ذاته؛ حيث ان منطقه امد هى منطقه تقع فالجزيره جنوب مدينه ارمينية، و هى تقع قرب مدينه الموصل، اما جزيره ابن عمر فتقع قرب مدينه الموصل الي الجهه الجنوبيه من مدينه ارمينية، و يطل علي تلك الجزيره جبل اسمة جبل ارارات، و فروايه مختلفه لزيد بن عمرو بن نفيل و غيرة يرد ان جبل الجودي هو اسم لكل الجبال.
سفن نوح علية السلام
